27 مايو 2025, 5:44 مساءً
وجَّه رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الدكتور عبدالرحمن السديس، عددًا من الوصايا التوجيهية الإثرائية لعموم المسلمين وضيوف الرحمن وقاصدي وزائري الحرمين الشريفين، حول أهمية عشر ذي الحجة، مؤكدًا أنه يُشْرَعُ في هذهِ العَشرِ المبادرةُ بالتوبةِ النَّصوحِ والرجوعِ إلى اللهِ، كَما يجبُ عَلى المسلمِ المحافظةُ على الفرائضِ والواجباتِ، مِنْ صلاةٍ وزكاةٍ وصيامٍ وحجٍ، يَتقرَّبُ بِها العبدُ لربِّهِ جَلَّ وعَلا، والإكثار مِنَ التَّهلِيلِ وَالتَّسبِيحِ وَالتَّكبِيرِ وَالتَّحمِيدِ.
وخاطب رئيس الشؤون الدينية ضيوف الرحمن قائلًا: لقد أظلّتكم أيام عظيمة، هي أفضل أيام الدنيا، كما صح عنه ﷺ أنه قال: "أفضل أيام الدنيا أيام العشر"، وقد أقسم الله بها في كتابه، وإقسامه بشيء دلالة على مكانته عنده، قال سبحانه: (والفجر وليال عشر)، وهي عشر ذي الحجة، وفيها يوم عرفة الذي قال فيه ﷺ: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا أو أمة من النار من يوم عرفة".
وبيّن رئيس الشؤون الدينية أن شهر ذي الحجة من الأشهر الحُرُم التي قال الله سبحانه عنها: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) ، ومعنى الحُرُم: أنه يعظم انتهاك المحارم فيها، بأشد مما يعظم في غيرها.
وأوضح أنَّ الله -عز وجل- خصَّ الأشهر الحُرُم بمزيد تأكيد النهي باجتناب الظلم فيها؛ لكونها أبلغ في الإثم من غيرها، مع حرمة الظلم مطلقًا، فقال: (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) ، وأظلم الظلم وأعلاه: صرف العبادة لغير الله، تعالى، كما قال سبحانه: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) .
وحذَّر من التساهل في رعاية حق هذا الشهر الحرام، وتعظيم حرمته، ومساواته ببقية الشهور، مؤكدًا وجوب اجتناب المأثم والمغرم في هذا الشهر الحرام، والمسجد الحرام؛ فهو آكد وأبلغ في الإثم؛ قال تعالى: (ذلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِن تَقوَى القُلوبِ) "الحج: ٣٢".
وطالب رئيس الشؤون الدينية عمومَ المسلمين، ولاسيما حجاج بيت الله الحرام، باغتنام ما ينفع في الدنيا والآخرة، وفق هدي سيد المرسلين، والنأْي عما يسخط الله -عز وجل-، وأن ذلك عنوان تعظيم هذا الشهر الحرام، ورعاية قداسة الحرمين الشريفين. كما أكد أنَّ السماحة واللين مع الزائرين والقاصدين وضيوف الرحمن وإكرامهم تنمّ عن كريم الخُلق، واحترام الإنسان في أشرف زمان وأطهر مكان.
0 تعليق