نظمت الكلية طب القصر العيني مؤتمرًا علميًا رفيع المستوى بعنوان: "في المهنة الطبية، ما هي التحديات التي تواجهها؟" (AI in the Medical Career: What Are the Challenges?)، في ضوء توجه جامعة القاهرة برئاسة الدكتور محمد سامي عبد الصادق نحو التحول الرقمي وتعزيز الابتكار في مجالات الرعاية الصحية، واستمرارًا لدور كلية طب قصر العيني في دعم البحث العلمي ومواكبة التطورات التكنولوجية العالمية، وذلك بقاعة المؤتمرات بكلية الطب.
جاء المؤتمر برعاية الدكتور حسام صلاح مراد، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، وتحت إشراف الأستاذ الدكتور عمر عزام، وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ونائب مدير مكتب الذكاء الاصطناعي، وتنفيذ ومتابعة الأستاذ الدكتور إيهاب الرفاعي، أستاذ جراحة المخ والأعصاب ومقرر مكتب الذكاء الاصطناعي، ضمن نشاط قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
وترأس المؤتمر الدكتور عمر عزام، بحضور كل من الدكتور إيهاب الرفاعي، الدكتور محمود الفقي، أستاذ جراحة الأطفال ومدير مكتب العلاقات الدولية، بالإضافة إلى فريق مكتب الذكاء الاصطناعي وعدد من أعضاء هيئة التدريس وطلاب الكلية من مختلف الفرق الدراسية.
وشارك في المؤتمر المهندس حسام صالح، الخبير الدولي في تكنولوجيا المعلومات، حيث ألقى كلمة افتتاحية تناول خلالها أهمية نشر الوعي بتقنيات الذكاء الاصطناعي ودورها المتصاعد في تحسين جودة ودقة الأداء الطبي، مشيرًا إلى أن فهم واستيعاب هذه الأدوات لم يعد خيارًا بل ضرورة لتطوير الصحة والتعليم في مصر.
كما شهد المؤتمر مشاركة متميزة من الدكتور أحمد الحاروني، المهندس بشركة NVIDIA العالمية والخبير الدولي في الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن استضافة هذه الخبرات تمثل فرصة معرفية مهمة لتعزيز التعاون الأكاديمي الدولي ونقل التكنولوجيا بشكل مباشر إلى الأوساط الطبية والتعليمية المصرية.
وقدّم الدكتور الحاروني محاضرة علمية موسعة استعرض خلالها أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها المتنوعة في الطب، بدءًا من تحليل البيانات الضخمة، مرورًا بأنظمة دعم القرار الإكلينيكي، ووصولًا إلى التشخيص الذكي والعلاج الدقيق، كما أدار حوارًا مفتوحًا مع الحضور من الأساتذة والطلاب، مؤكدًا أن بناء كوادر قادرة على توظيف هذه التقنيات هو التحدي الحقيقي في المرحلة الحالية.
وفي كلمته خلال المؤتمر، صرح الدكتور عمر عزام بأن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجالًا نظريًا بل أصبح عنصرًا حاسمًا في اتخاذ القرار الطبي المبكر والدقيق، مؤكدًا أن كلية طب قصر العيني تضع على عاتقها مسؤولية إعداد أطباء قادرين على التعامل مع هذه التكنولوجيا الحديثة بمهنية ووعي لخدمة الوطن.
ومن جانبه، أكد الدكتور إيهاب الرفاعي أن المستقبل يتجه نحو "الطب الذكي"، والذكاء الاصطناعي هو بوابة العبور لذلك، مشددًا على أن دور الكلية يتجاوز التعليم التقليدي ليشمل تشكيل وعي الطلاب وتحفيزهم على الابتكار، وتوجيههم نحو تخصصات حديثة تساهم في تطوير مستقبل الرعاية الصحية في مصر.
كما ألقى المهندس حسام صالح محاضرة بعنوان "الذكاء الاصطناعي في المجال العلمي"، دعا فيها إلى الاستثمار في العنصر البشري وبناء قدرات وطنية قادرة على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير البحث العلمي وتقديم حلول طبية قائمة على البيانات الدقيقة والأدلة العلمية.
وشهد اللقاء نقاشات ثرية ورؤى متعددة حول الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي في مختلف التخصصات الطبية، وتأكيدًا على أهمية دمجه في المناهج الطبية لتخريج أطباء وباحثين على دراية بالتقنيات الحديثة.
ويعكس هذا المؤتمر التزام كلية طب قصر العيني المتواصل بتعزيز البحث العلمي وتوظيف أحدث التكنولوجيات لخدمة المجتمع، وحرصها على مواكبة المستجدات العالمية في الطب، والعمل على إعداد جيل جديد من الأطباء يمتلك أدوات المستقبل العلمية والرقمية، وقادر على قيادة مسيرة تطوير الرعاية الصحية في مصر والعالم العربي.
وكان لافتًا خلال الفعالية التفاف عدد كبير من الطلاب حول المحاضرين في نهاية المؤتمر للاستزادة من المعلومات والنقاش، في مشهد يعكس شغفهم واهتمامهم الكبير، مع مطالب بتكرار مثل هذه الفعاليات مستقبلًا.
وقد أعرب الحضور عن تقديرهم الكبير لتنظيم هذا الحدث العلمي المتميز، مشيرين إلى أن المؤتمر يمثل خطوة مهمة نحو دمج الذكاء الاصطناعي في البحث والتعليم الطبي، وسيساهم في إلهام الطلاب والباحثين للانخراط في هذا المجال الحيوي الواعد.
أخبار متعلقة :