إيناس محمد تكتب: المتحف المصري الكبير.. كنوز الماضي برؤية المستقبل

0 تعليق ارسل طباعة

على أطراف هضبة الأهرامات في الجيزة، يتربع المتحف المصري الكبير كأكبر صرح أثري مخصص لحضارة واحدة في العالم، وهو الحضارة المصرية القديمة، مشروع القرن كما يسميه البعض، ليس مجرد متحف، بل قصة عشق مع التاريخ، ومشهد حضاري يُعيد لمصر ريادتها في سرد قصة الإنسانية.

بدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في أوائل الألفية الثالثة، بهدف استيعاب الكم الهائل من الآثار المصرية التي عجزت المتاحف القديمة عن عرضها، تم وضع حجر الأساس عام 2023، وشهد المشروع مراحل تطوير متعددة، ليكون اليوم منارة ثقافية وسياحية بتصميم معماري مبهر يمزج بين الأصالة والحداثة.

يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر اليوناني الروماني، بما في ذلك المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، والتي تُعرض لأول مرة كاملة في مكان واحد، ومن أبرز ملامح المتحف، القاعة الكبرى التي تستقبل الزوار بتمثال ضخم للملك رمسيس الثاني، في مشهد يختصر روعة الحضارة المصرية.

ولأن مصر هي مهد الحضارات، فإن المتحف لا يقتصر على العرض فقط، بل يحتوي على مركز لترميم الآثار يُعد من الأكبر في العالم، وقاعات متعددة للعرض الرقمي، تتيح للزوار تجربة تفاعلية فريدة. المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى، بل هو بوابة لمستقبل مزدهر يعيد لمصر مكانتها العالمية في مجال السياحة الثقافية.

كما يفتح آفاقًا جديدة لتعليم الأجيال القادمة عن تاريخهم المجيد بأسلوب حديث وملهم. باختصار، هذا المتحف ليس فقط هدية مصر للعالم، بل هو هدية المصريين لأنفسهم.. لتظل حضارتهم ماثلة، متجددة، خالدة.

محمد دسوقي

الكاتب

محمد دسوقي

الكويت الاخباري اكبر موقع اخباري

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق