حرب الحقيقة: هل دمرت أمريكا البرنامج النووي الإيراني؟
على وقع "العدوان النووي" الأمريكي الذي جاء في خِضمّ حرب استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، تصدّر العالم مشهدًا مأزومًا من التصريحات المتضاربة، والمزاعم الجريئة، والحسابات السرية المغلقة، من يدّعي دمار "الكلّيّ"؟ ومن يؤكّد أن إيران دفعت برنامجها النووي إلى ملاذات آمنة؟ الرحلة الحقيقة بين الاتهامات، الأدلة، البيانات السرّية، وتحليل الخبراء لن تُرشدنا إلى يقينٍ مطلق، لكن سنتعرّف على مَنْ يملك الحقائق الأكثر مصداقية في هذا الملف الساخن.
من يملك الحقيقة؟
لا يوجد قناعة مطلقة: قصة "التدمير الكلّي" تتضارب مع الأدلة المصنفة داخليًا بأن الخلايا الباطنية وبقايا معدات اليورانيوم قد نجت. الإدعاء الأمريكي الرسمي مبني على مخابرات موسّعة، لكن التسريبات تكشف عن تقييم أولي متحفظ – ما يخلق فجوة ثقة. الطرف الوحيد الذي لا يمكن إنكار وجهة نظره هو هيئة تخصّص بالتحقق (IAEA): ولا تزال تفتقر لوصول ميداني، وقد تؤكّد أو تدحض الروايات الرسمية.لعلّنا أمام مأزق حقيقي: ترامب وإدارته يركّزون على سرد بطولي، بينما تسريبات استخبارات تفكّر بمنطق التقييم العلمي الحذر، وإيران تراوغ للتخفيف من وقع الضربة وتشهد على عدم عودة العلاقة مع الوكالة الدولية، الربط الأقوى هو أن المطلوب هو دور للوكالة الدولية في التحقّق الميداني الفوري لتفادي حرب تصريحات بلا نهاية.
1. موقف الولايات المتحدة
إدارة ترامب تصرّ على أن الضربات الجوية – التي سُمّيت بـ "عملية مطرقة منتصف الليل" – كانت دقيقة قادرة على إضعاف البرنامج النووي الإيراني وجعله "مُجهزًا للدمار". البيت الأبيض: "لا دلالة على أنّ اليورانيوم غُيّر مكانه قبل الضربات؛ لم يكن هناك تحذير مسبق". رسميًا، ترامب وزعماؤه – بما في ذلك Ratcliffe وGabbard – يؤكدون أن الأضرار "ستؤخّر البرنامج سنوات".ترامب يعلن قصف منشآت إيران النووية:
2. ردّ إيران والنفي بإحتراف
⏪ إيران قالت، بما في ذلك مستشار البرلمان، إن "اليورانيوم تم نقله لمكان آمن مسبقًا" قبل الضربات.
⏪ تواصلت طهران ؛ اعتقال مئات، وتعليق التعاون مع الوكالة الدولية، وتحذير من إمكانيّة الخروج من "معاهدة عدم الانتشار".
⏪ طهران أقرّت بأن المواقع تضرّرت، ولكنها "سطحية ولا تسبب ضررًا لا رجعة فيه".
3. تسريبات المخابرات وأدلة الرصد
تسريب لوكالة الدفاع الأمريكية (DIA): يقول إن الضربات ألحقت "تأخيرًا لأشهر وليس سنوات". التقارير تشير إلى أنّ اليورانيوم ربما نُقل إلى "مواقع سرية". رصد بالأقمار الصناعية يشير إلى أضرار على الأسطح والمرافق فوق الأرض، لكن الكهوف والأنفاق الباطنية بقيت سليمة أو لم تُدمَّر كليًا.4. أصوات الخبراء والتحليلات
مؤسسة العلوم والأمن الدولية (ISIS): تذكر أن عددًا هائلًا من الطرد المركزي قد دُمّر (20،000 تقريبًا)، وأن البرنامج بات "متأخرًا طويلًا"، لكن لا يزال هناك معدات واورانيوم متبقٍ. جيش الإحتلال (IDF): رئيس الأركان يصف الأضرار بأنها "نظامية، شديدة وشاملة وتؤخّر البرنامج لسنوات". IAEA: ما تزال تريد زيارات ميدانية للتحقق، لكنها ترى أن "الأضرار هائلة".نائب ترامب يدافع عن الضربة الأمريكية للنووي.. ويؤكد على تدميرها
5. الاحتجاجات الإعلامية وتراشق الاتهامات
الإعلام الأمريكي يتهم ترامب بـ "المبالغة" و"الكذب الإعلامي". البيت الأبيض يصف التقارير المسربة بـ "أخبار كاذبة" ويدافع عن الجنود والطيارين. كثير من السياسيين يطالبون الكونغرس بطبيعة المواثيق وتأثير هذه العمليات على صلاحيات الرئيس العسكرية.6. أرقام توضح حرب التصريحات:
???? 7. الكونغرس يدخل على خط النار: أين التقرير الرسمي؟
في تطوّر حاسم، طالب أعضاء نافذون في الكونغرس الأمريكي إدارة ترامب بالكشف التقرير الاستخباراتي الكامل الذي يثبت أن الضربة التي نُفذت ضد المنشآت النووية الإيرانية كانت بالفعل كفيلة بشلّ البرنامج لسنوات، كما زعمت الإدارة.
⏪ اللجنة المختصة بشؤون الاستخبارات والأمن القومي
وجهت مذكرة رسمية إلى البيت الأبيض تطالب فيها بتقرير "غير منقوص" يتضمّن:
صور الأقمار الصناعية قبل وبعد. تحليلات وكالة الاستخبارات الدفاعية (DIA). تأكيد وجود أضرار على أنظمة التخصيب تحت الأرض.هذا الطلب جاء بعد نشر وسائل إعلام أمريكية رائدة مثل CNN وThe Washington Post وNBC تقارير تسريبات داخلية تُفنّد ادعاءات ترامب، وتؤكد أن الأضرار "تكتيكية ومحدودة" وتؤخر التخصيب لأشهر فقط، لا سنوات كما ادّعى.
CNN تكشف الضربات الأمريكية لم تنهي على النووي الايراني:
8. ترامب× وإعلامه في المؤتمر الصحفي بالناتو: هجوم.. وانكشاف
في أول ظهور له بعد الضربة خلال مؤتمر الناتو في بروكسل، بدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرتبكًا في بعض اللحظات، وتغيّرت نبرته وانعكست ملامحه في وجه أسئلة الصحفيين حول مصير البرنامج النووي الإيراني.
???? لقطات مصورة أظهرت علامات توتر وعبوس على وجه ترامب، بعد سؤال مباشر من صحفية ألمانية عن مدى مصداقية تصريحاته، خاصة بعد أن "كذّبه الإعلام الأمريكي نفسه".

???? ترامب قال:
"وسائل الإعلام هذه هي العدو الحقيقي، هم لا يريدون الاعتراف بنجاح أمريكا، نحن أصبنا الهدف، الإيرانيون خائفون، وكل ما يُقال كذب محض."
لكنه تجنّب الإجابة عن مسألة تقديم التقرير الاستخباراتي الكامل إلى الرأي العام، مما زاد الضغط عليه، ودفع بعض المحللين لطرح سؤال:
هل اختفى النصر خلف دخان الضربات؟
نهاية مفتوحة.. وحقيقة غائبة
إذًا، الحقيقة ليست ملكًا مطلقًا لطرف واحد.
ترامب يُصرّ على نصر حاسم،. إيران تراوغ وتتكتم،. الكونغرس يطالب بإثبات،. الإعلام يفضح التضخيم،. والخبراء يُرجّحون سيناريو. "التأجيل لا التدمير".فمن يملك الحقيقة؟ ربما الوقت فقط هو من سيكشفها... أو الوكالة الدولية إذا سُمِح لها بالدخول.
تؤكد أو تنفي القصص المطروحة عن نقل اليورانيوم.
0 تعليق