عاجل

اختراق إيــران واللاجئين في مـصـر - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

شهدت السنوات الأخيرة تحولات نوعية في أساليب الاختراق الأمني والاستخباراتي، حيث تم تسجيل عمليات غير تقليدية استهدفت دولًا ذات ثقل إقليمي ودولي، وعلى رأسها إيــران وروسيا، فضلًا عما جرى من استهداف مباشر لحزب الله، وهي عمليات لم تكن فقط في عمق الجغرافيا بل في صميم مراكز صناعة القرار، وأسفرت عن مقتل علماء وقادة وقيادات نوعية محسوبة على «الدماغ» لا على الصفوف الميدانية.

ما حدث في إيــران مثلًا، من اختراقات دقيقة أسقطت أسماء بارزة داخل المنشآت النووية أو العلمية أو الأمنية، كشف مدى هشاشة الجدار الداخلي أمام أساليب جديدة من التسلل. أما روسيا، فتلقت ضربات استهدفت مواقع حساسة على عمق جغرافي كبير رغم القبضة الحديدية لأجهزتها، وكان ذلك كافيًا لأن تقف أجهزة المخابرات العالمية أمام تساؤل خطير: من أين جاء هذا الاختراق؟ وكيف تم؟

الإجابة جاءت مؤخرًا من داخل دوائر إيــرانية، حيث أُعلن أن غالبية العملاء الذين تمكنوا من اختراق المنظومة جاءوا من صفوف اللاجئين. هذه المعلومة ليست تفصيلة عابرة، بل مؤشر على طريقة جديدة يتم بها تسريب العناصر إلى عمق الدول، مستغلين غطاء "اللجوء الإنساني"، لتصبح حركة النزوح الجماعي وسيلة مثالية لتصدير الفوضى وضرب استقرار الدول المستقبِلة.

في الحالة المـصـريـة، تبدو الصورة أكثر حساسية، فمـصـر تحتضن ما يزيد عن عشرة ملايين لاجئ من جنسيات متعددة، جميعهم قدموا من دول شهدت صراعات أهلية أو دينية أو طائفية، وغالبية تلك الصراعات كانت تُدار وتُغذى بأصابع أجهزة مخابرات دولية كبرى، تعمل ضمن ما يُعرف بمشروع "الشرق الأوسط الجديد"، الذي يستهدف تفكيك الدول المركزية في المنطقة، وعلى رأسها مـصـر بوصفها "الجائزة الكبرى".

لم يكن نزوح هؤلاء اللاجئين إلى مـصـر مجرد صدفة إنسانية، بل كثير منهم جاء عبر مسارات محددة وموجهة، تحت رعاية ما يُعرف بجمعيات خيرية تمولها دول عربية، بينما هي في حقيقتها واجهات لجهات مخابراتية. تلك الجهات استغلت الثغرة الإنسانية لتمرير عناصر معينة، تشكل لاحقًا "خلايا نائمة" يمكن تحريكها عند الحاجة لزعزعة الأمن الداخلي أو استنزاف أجهزة الدولة.

تكررت المشاهد في أكثر من محطة، كما في تحرك قافلة الصمود من بعض الدول العربية، والتي ضمت آلافًا من المنتمين لتيارات متطرفة على رأسها الإخوان، وجاء التمويل والدعم اللوجستي من نفس الدوائر التي ساهمت سابقًا في زعزعة الاستقرار داخل بلدان أخرى. وكان المخطط حينها أن يلتحق عدد من اللاجئين المقيمين داخل مـصـر بتلك القافلة لخلق حالة من الفوضى داخل الحدود، وبالتوازي على جبهة رفح، في محاولة مزدوجة لفتح أكثر من ثغرة في آن واحد.

وسط كل هذه المعطيات، يظل الشعب المـصـري مطمئنًا إلى قدرة الأجهزة السيادية والأمنية على رصد ومتابعة التحركات، وتمكنها من إحباط أي مخطط خارجي، وهو ما يتأكد يومًا بعد يوم على أرض الواقع. لكن في الوقت ذاته، أصبح لزامًا أن تتطور أدوات المواجهة، وأن تتجه الدولة نحو تأسيس بنية رقمية حاكمة لهذا الملف.

مقترح إطلاق منصة رقمية مركزية تحت مسمى "لاجئين مـصـر"، قد يكون أحد أهم أدوات الدولة الحديثة في السيطرة على هذا التحدي المعقد.منصة تُسجل من خلالها بيانات الإقامة لكافة اللاجئين، تتضمن التحركات اليومية، تواريخ الدخول والخروج، التعاملات البنكية، أنشطة الشراء والبيع، وأي اتصالات محلية أو دولية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكل ذلك يكون متاحًا فقط للأجهزة المعنية. المنظومة تتيح كذلك ربط البيانات بتقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليل التنبؤي، بما يمكن من كشف أي تحركات غير طبيعية في الوقت الحقيقي.

في ظل عالم تتحول فيه الحروب إلى نماذج غير تقليدية، تعتمد على التكنولوجيا، والتلاعب بالسكان، والتمويه من الداخل، فإن الرهان الحقيقي على الدولة الحديثة ليس فقط في قدرتها على المواجهة العسكرية أو الأمنية المباشرة، بل على قدرتها على صناعة واقع إلكتروني ذكي، يُحاكي الواقع ويُسيطر عليه، ويمنع أي خطر قبل أن يتحول إلى تهديد.

اقرأ أيضاً
قائد الجيش الإيراني: نقاتل من أجل النصر ونتمسك بالدفاع عن الوطن ووحدة أراضيه

قرار عاجل للسلطات الإيرانية ضد مدير شبكة سيبرانية تعمل لحساب الموساد (تفاصيل)

وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار غرب طهران وتفعيل الدفاعات الجوية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق