الكويت الاخباري

لماذا بدأ «العصر الذهبي» الذي وعد به ترامب بشكل فوضوي؟ - الكويت الاخباري

بينما وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ببدء ما وصفه بـ«العصر الذهبي» للاقتصاد الأمريكي – عصر تنخفض فيه الأسعار وترتفع معدلات التوظيف وتزداد الثروة – أظهرت البيانات الاقتصادية بدايةً مضطربة على أرض الواقع، وفقًا لما نشرته صحيفة ذا جارديان البريطانية.

انكماش غير متوقع في النمو الاقتصادي

سجل الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي انكماشًا للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات خلال الربع الأول من العام، وذلك بعد فترة من النمو القوي. وجاء هذا الانكماش نتيجة تشوهات تجارية وضعف واضح في الإنفاق الاستهلاكي.
ورغم أن هذه الأرقام صدرت بعد 19 يومًا فقط من تنصيب ترامب، إلا أنه سارع للتنصل منها بعد 43 دقيقة من نشرها، مغردًا على منصته "تروث سوشيال": "بلادنا ستزدهر، لكن علينا التخلص من عبء بايدن".
وأضاف: "هذه الأرقام لا علاقة لها بالرسوم الجمركية، بل هي إرث الأوضاع السيئة التي خلفها بايدن. الازدهار قادم... فقط اصبروا!!!"
اقرأ أيضاً: «مورجان ستانلي»: أمريكا الأكثر تضرراً من تعريفات ترامب الجمركية

تناقض التصريحات والواقع

في الوقت الذي نسب فيه ترامب الانكماش الاقتصادي إلى الإدارة السابقة، لم يتردد في إعلان الفضل لنفسه عندما صدرت بيانات إيجابية لتقرير الوظائف في مارس، مشيرًا إلى أن "القطاع الخاص يتعافى تحت قيادته"، حسب بيان رسمي من البيت الأبيض.
لكن بيانات أبريل، التي جاءت أقل تفاؤلًا، قوبلت برد فعل مختلف، حيث كتب: "كما قلت... نحن في مرحلة انتقالية. لقد بدأنا للتو!!!"
هذا التناقض يطرح تساؤلات جدية: هل بدأ العصر الذهبي فعلًا؟ أم أن التحديات أكبر من الوعود؟

الرسوم الجمركية تفاقم الضغوط

واجه الاقتصاد الأمريكي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام تحديات كبيرة، من بينها: ارتفاع واردات السلع بنسبة 41%، مع تسابق الشركات لتجنب الرسوم الجمركية. وانخفاض إنفاق المستهلكين على السلع المعمرة بنسبة 3.4%. وانخفاض المعنويات الاستثمارية بسبب ارتفاع الضغوط وعدم وضوح السياسات.
اقرأ أيضاً: عاصفة ترامب تطيح بأثرياء العالم.. وبافيت الناجي الوحيد
ويتوقع مراقبون أن يكون الربع الثاني أكثر صعوبة، مع بدء تطبيق رسوم ترامب الجمركية التي أُعلنت في بداية أبريل، وهو ما قد يُلقي بثقله على الشركات والمستهلكين على حد سواء.

محللون: الرسوم "غير المدروسة" تقود إلى تباطؤ خطير

قال أوليفر ألين، كبير الاقتصاديين الأمريكيين لدى "بانثيون ماكروإيكونوميكس"، إن فرض رسوم جمركية بشكل متهور—بنسبة 10% على معظم الدول، و145% على الصين—"غيّر الصورة جذريًا منذ نهاية الربع الأول".
وأضاف: "أي زيادة في الإنفاق بسبب الشراء المبكر ستتبخر، وسيتعرض إنفاق المستهلكين لضغوط إضافية بسبب ارتفاع الأسعار. كذلك، ستتجمد الاستثمارات بسبب حالة عدم اليقين، وستتضرر الصادرات، خصوصًا إلى الصين".
وحذر ألين من أنه من السابق لأوانه الجزم بما إذا كانت تلك الرسوم ستقود إلى ركود، مؤكدًا أن المؤشرات تتبدل يومًا بعد آخر في عهد ترامب.

ترامب ليس المسؤول الوحيد... لكنه محفز للمخاوف

ورغم إلقاء اللوم على سياسات ترامب التجارية، أشار ألين إلى أن الرسوم الجمركية لم تكن السبب الأساسي وراء التراجع المفاجئ في الربع الأول، حيث لم يتم تطبيق معظمها إلا في بداية الربع الثاني.
ومع ذلك، خلقت الإدارة الجديدة بيئة من الارتباك والتردد في أوساط الشركات والمستثمرين، وسط قرارات متقلبة مثل فرض رسوم متبادلة ليوم واحد فقط على عشرات الدول، ورسوم شاملة على كندا والمكسيك.

عواقب "عدم اليقين الاستراتيجي"

في الوقت الذي ترى فيه إدارة ترامب أن عدم اليقين "ورقة تفاوضية استراتيجية"، يدفع هذا النهج فاتورة باهظة على الشركات، سواء عبر تأجيل خطط الاستثمار، أو تراجع القدرة على التصدير، أو حتى زراعة المحاصيل وسط ضبابية بشأن سياسات الحصاد المقبلة.

استطلاعات: الريف الأمريكي والطبقة المتوسطة قلقة

أظهر استطلاع مشترك أجرته PBS News وNPR ومؤسسة Marist أن: 48% من الناخبين الريفيين لا يوافقون على طريقة إدارة ترامب للاقتصاد.
كما أن 57% من أصحاب الدخل الأقل من 50 ألف دولار سنويًا لا يشعرون بالرضا عن السياسات الاقتصادية الحالية.

أخبار متعلقة :