شهدت صناعة السينما السعودية خلال عام 2024 نموًا ملحوظًا مع ارتفاع واضح في عدد دور العرض وإقبال الجماهير، مما انعكس بشكل إيجابي على إجمالي إيرادات شباك التذاكر، التي تجاوزت 845.6 مليون ريال سعودي. ويعكس هذا الإنجاز تنامي قوة السوق السينمائي المحلي، ليصبح أحد أسرع الأسواق الترفيهية نموًا في المنطقة.
أداء شباك التذاكر السعودي في 2024:
بلغ عدد دور السينما العاملة في المملكة خلال عام 2024 ما مجموعه 64 دارًا موزعة على 10 مناطق رئيسية، تحتوي على 630 شاشة سينمائية. وقد بلغ متوسط سعر التذكرة خلال العام 48.2 ريال سعودي. تم بيع أكثر من 17.5 مليون تذكرة خلال عام 2024، وهو ما يعبر عن النمو الملحوظ في قاعدة مرتادي السينما.
المناطق الأعلى مبيعًا للتذاكر:
تصدرت منطقة الرياض جميع المناطق الأخرى بتحقيقها إيرادات بلغت 391.1 مليون ريال سعودي، مع بيع أكثر من 7.4 مليون تذكرة. وجاءت منطقة مكة المكرمة في المرتبة الثانية بإيرادات بلغت 224.5 مليون ريال وبيع 4.8 مليون تذكرة. أما المنطقة الشرقية فحققت إيرادات وصلت إلى 128.1 مليون ريال مع بيع حوالي 2.9 مليون تذكرة.
فيما جاءت المدينة المنورة، عسير، القصيم، تبوك، وحائل بإيرادات تراوحت بين 7.6 و28.8 مليون ريال سعودي، مع فروق ملحوظة في أعداد التذاكر المباعة.
أداء الأفلام السعودية في شباك التذاكر:
شهد عام 2024 عرض 18 فيلمًا سعوديًا، تمكنت هذه الأفلام من بيع حوالي 1.4 مليون تذكرة، بإجمالي إيرادات بلغ 56.8 مليون ريال سعودي. هذا الأداء الإيجابي يعكس التحسن المستمر في جاذبية الإنتاجات المحلية وزيادة دعم الجماهير للأفلام الوطنية.
الأفلام الأكثر تحقيقًا للإيرادات في السعودية لعام 2024:
تصدر فيلم "Bad Boys: Ride Or Die" المرتبة الأولى كأعلى الأفلام تحقيقًا للإيرادات بنسبة 58.5% من إجمالي السوق السينمائي في السعودية. وجاء فيلم "ولاد رزق 3" في المرتبة الثانية بنسبة 25.1%، فيما احتل الفيلم السعودي "شباب البومب" المرتبة الثالثة بنسبة 7.8%.
كما برزت أفلام أخرى مثل "Pushpa 2" من الهند و"Detective Conan: The Million Dollar Pentagram" من اليابان، رغم حصتها الصغيرة من السوق.
أنواع الأفلام الأكثر شعبية:
تصدرت أفلام الأكشن القائمة بنسبة 39.5% من إجمالي الإيرادات، مما يعكس تفضيل الجماهير السعودية لهذا النوع من الأعمال الترفيهية. تليها أفلام الكوميديا بنسبة 22.5%، ثم أفلام الرسوم المتحركة بنسبة 13.7%. بينما سجلت أفلام الرعب والدراما والتشويق نسبًا أقل نسبيًا، لكنها حافظت على حضورها في شباك التذاكر.
تصنيف الأفلام حسب الفئة العمرية:
أظهرت البيانات أن الأفلام المصنفة للفئة العمرية +18 سنة (R18) كانت الأكثر مساهمة في الإيرادات، حيث استحوذت على نسبة 37% من مجموع الإيرادات. جاءت بعدها الأفلام المصنفة +15 سنة (R15) بنسبة 26%.
أما الفئات الموجهة للأطفال والعائلات، مثل تصنيفي PG وPG12، فقد استحوذت على نسب أقل ولكنها ظلت مهمة في جذب جمهور العائلات.
الأداء الشهري لشباك التذاكر السعودي:
سجل شهرا يونيو ويوليو أعلى الإيرادات خلال عام 2024، حيث بلغت إيرادات يونيو حوالي 119.2 مليون ريال سعودي مع بيع 2.9 مليون تذكرة، في حين حقق يوليو إيرادات تجاوزت 141.7 مليون ريال مع بيع حوالي 2.6 مليون تذكرة.
أما في شهر رمضان، فقد انخفضت الإيرادات بشكل ملحوظ، حيث سجلت إيرادات أبريل حوالي 41.2 مليون ريال فقط مع بيع 1.2 مليون تذكرة.
مقارنة الأداء عبر السنوات من 2018 إلى 2024:
شهد قطاع السينما السعودي تطورًا مذهلًا منذ عام 2018. ففي ذلك العام، لم تتجاوز الإيرادات 38.6 مليون ريال سعودي مع بيع 633 ألف تذكرة فقط.
وفي عام 2019، ارتفعت الإيرادات إلى 300.3 مليون ريال مع بيع 6.8 مليون تذكرة.
تواصل النمو خلال الأعوام التالية رغم تحديات جائحة كورونا، حيث بلغت الإيرادات 465 مليون ريال في 2020، ثم قفزت إلى 896.2 مليون ريال في 2021.
وفي عام 2022، وصلت الإيرادات إلى 922.6 مليون ريال مع بيع 14.8 مليون تذكرة، وحققت في 2023 رقمًا قياسيًا جديدًا بـ937.2 مليون ريال.
ورغم انخفاض الإيرادات قليلًا في 2024 إلى 845.6 مليون ريال، إلا أن عدد التذاكر المباعة ظل قريبًا عند 17.5 مليون تذكرة، مما يعكس استقرار السوق.
مشغلو دور السينما في السعودية:
لعب مشغلو دور السينما دورًا حاسمًا في دعم توسع السوق من خلال زيادة عدد الصالات وتقديم تقنيات عرض متطورة وخيارات ترفيهية متنوعة للجمهور. وساهمت هذه التطورات في رفع جودة التجربة السينمائية وتحفيز الإقبال على دور السينما بمختلف مدن المملكة.
مستقبل صناعة السينما السعودية:
ووفقًا لتقرير "أداء شباك التذاكر السعودي لعام 2024"، الذي يرصد تطورات قطاع السينما في المملكة، تشير المؤشرات المستقبلية إلى استمرار نمو صناعة السينما في السعودية، مع التوسع المتوقع في الإنتاجات المحلية وزيادة الاستثمارات في قطاع الترفيه. ويُتوقع أن تعزز المملكة مكانتها كأحد أهم أسواق السينما في الشرق الأوسط، مدفوعة برؤية 2030 التي تضع الثقافة والفنون ضمن أولوياتها الإستراتيجية
أخبار متعلقة :