عاجل

"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان على غزة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة


كتب محمد الجمل:

 

يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ 337 على التوالي، بصورة مكثفة، وتتصاعد المجازر وعمليات القتل في جميع أنحاء القطاع، بينما يتواصل النزوح القسري، وتداعياته القاسية، وتتصاعد عمليات النسف والتدمير.
"الأيام" واصلت نقل مشاهد من قلب العدوان والمأساة، منها مشهد يرصد استمرار التحريض الإسرائيلي على الصحافيين، ومشهد آخر تحت عنوان: "دبابات العزبة مصدر موت ورعب للنازحين"، ومشهد ثالث جاء تحت عنوان: "حاويات المتفجرات.. أحدث أساليب الاحتلال للتدمير".

 

تحريض على الصحافيين
تواصل قوات الاحتلال حملات التحريض الواسعة ضد الصحافيين في قطاع غزة، وتلفيق اتهامات قد تكون مقدمة لاغتيالهم، كما حصل مع أكثر من 170 صحافياً منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول العام الماضي.
وكانت آخر حملات التحريض ضد الصحافي حسن إصليح، إذ أصدرت وسائل إعلام إسرائيلية أخباراً تدّعي من خلالها أن الصحافي اصليح دخل غلاف غزة يوم السابع من تشرين الأول، وصوّر عمليات خطف جنود إسرائيليين، وأنه كان على علم مسبق بالحدث.
وأشار مركز حماية الصحافيين، إلى أنه يتابع بقلق كبير حملة التشويه الشخصية التي تطال الصحافي اصليح، وآخرها مزاعم هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان" بأنه تسلل إلى داخل البلدات الإسرائيلية في هجوم السابع من تشرين الأول، وأنه يبحث عن طريقة للسفر خارج قطاع غزة خشية استهدافه.
وذكر المركز أن الصحافي اصليح نفى في إفادة للمركز بشدة الاتهامات الإسرائيلية، وأكد أنه يلتزم بعمله الصحافي، ولم يحاول أبداً السفر خارج قطاع غزة، وأنه على مدار الأشهر الأخيرة تعرّض وما زال لحملات تحريض ممنهجة أثرت سلباً على عمله.
وبيّن مركز حماية الصحافيين أن إسرائيل جعلت من الصحافيين الفلسطينيين هدفاً رئيساً، وارتكبت بحقهم سلسلة جرائم متعددة، بما يخالف القانون الدولي، ويتناقض مع التزامات حماية الصحافيين، وعدم عرقلة عملهم في نقل الحقيقة وصورة الواقع في الميدان.
وأكد المركز أن الاستهداف الإسرائيلي المنهجي للصحافيين الفلسطينيين في قطاع غزة ترافق مع تحريض علني مستمر ضدهم من وزراء ومسؤولين إسرائيليين، وحسابات إسرائيلية رسمية عبر نشر تقارير تدفع لمحاولة التشكيك بنزاهة بعضهم وحياديتهم، وتلفيق اتهامات غير مثبتة، موضحاً أن الاحتلال دأب على توجيه تهديدات مباشرة للصحافيين في قطاع غزة عبر اتصالات مباشرة بهم، أو بوسائل أخرى، من أجل التوقف عن عملهم لتجنب استهدافهم.
وسبق أن حرّض الناطق باسم جيش الاحتلال "أفيخاي أدرعي"، ضدّ مراسل قناة "الجزيرة" في مدينة غزة وشمال القطاع الصحافي أنس الشريف، متهماً إياه بالكذب، بسبب تغطيته الإعلامية للمجزرة التي ارتكبها الجيش بمسجد التابعين في حيّ الدرج في غزة.

 

"دبابات العزبة"
يتعرض عشرات الآلاف من النازحين المقيمين على شاطئ البحر في مناطق متفرقة من مواصي رفح، وجنوب مواصي خان يونس، لإطلاق نار بصورة يومية انطلاقاً من دبابات تتوقف على تلة رملية عند منطقة العزبة، على الحدود المصرية على شاطئ البحر مباشرة.
وبات ما يطلق عليه "دبابات العزبة" مصدر خوف وموت للنازحين، حتى الذين يبتعدون مسافة تزيد على 4 كيلو مترات، إذ يصلهم رصاص الرشاشات الثقيلة، ويوقع منهم يومياً شهداء وجرحى.
وقال المواطن عبد الله أبو جزر إن "دبابات العزبة"، تتسبب يومياً بسقوط الشهداء والجرحى، وهي تطلق النار باتجاه النازحين عبر أسلحة يبدو أنها مخصصة لهذه المهمة، إذ ينزل الرصاص على الخيام بشكل أشبه بالقوس، ويصيب قاطنيها.
ولفت إلى أن هناك ثلاثة مواعيد شبه ثابتة لإطلاق النار من تلك الدبابات، واحدة عند حوالى الساعة الخامسة فجراً، وتستمر ساعة كاملة، يتخللها إطلاق قذائف في بعض الأحيان، والثانية قبيل الظهر بقليل، والثالثة عند حوالى التاسعة ليلاً، وجميعها تكون موجهة صوب خيام النازحين.
وبيّن أن النازحين سئموا الرصاص والخوف والموت في هذه المناطق، وأغلبهم، إن لم يكن جميعهم، يتمنون ترك المكان، لكن لا توجد أماكن يمكن وضع الخيام فيها.
من جهته، قال المواطن أشرف سرحان، إن الرصاص أصاب مرة خيمته، ومرة أخرى أصيبت ابنة جاره في الخيمة الملاصقة، وكل يوم يعيش وعائلته الخوف والرعب بسبب هذا الرصاص، لكن لا يوجد بديل أكثر أمناً، ولا حتى أماكن فارغة يمكن اللجوء إليها.
وأشار سرحان إلى أن الطرق التقليدية كوضع سواتر ترابية، أو الدخول في حفر في الأرض لا تجدي نفعاً مع هذا النوع من الرصاص الذي يسقط عليهم من السماء، لافتاً إلى أن الرصاص الذي يطلق عليهم جميعه من عيارات ثقيلة، ومتفجّر، ويمكنه إصابة الأشخاص حتى إذ ارتطمت الرصاصة بجانبهم.
ونوّه إلى أن "دبابات العزبة"، نموذج مصغر لما قد يحدث في حال بقيت قوات الاحتلال على طول محور صلاح الدين في المستقبل، فرصاص الدبابات ونقاط المراقبة المتمركزة على المحور سيصيب جميع أحياء رفح، جنوب قطاع غزة، حتى التي تبعد 4 كيلو مترات عن الحدود.

 

حاويات المتفجرات
منذ بداية العمليات البرية في قطاع غزة، يستخدم جيش الاحتلال طرقاً مبتكرة لإحداث أكبر قدر من الدمار في القطاع.
وكانت أحدث الطرق وأكثرها تدميراً استخدام الاحتلال "الريبوتات" المتفجرة، خاصة في محافظة رفح، إذ يتم تحريك "الروبوتات" المحملة بالمتفجرات، ومن ثم تفجيرها بوساطة التحكم عن بُعد.
وطوّر جيش الاحتلال استخدام "الروبوتات" منذ بداية شهر تموز الماضي، خاصة في أحياء غرب رفح، وبات ينقل بوساطتها حاويات كبيرة "كونتينر"، محشوة بالمتفجرات، إذ يقوم جنود الاحتلال بوضعها على "ربوت"، ويقوم الأخير بتحريكها، ونقلها إلى منطقة ما ثم تنفصل عن "الروبوت"، ويتم تفجيرها.
وأشار المواطن صالح حمدي، الذي يقيم في منطقة الإقليمي، جنوب غربي مواصي خان يونس منذ أكثر من 4 أشهر، إن طبيعة وحجم الانفجارات تغيّر مقارنة مع بداية العدوان، موضحاً أنه في السابق كان ينتح عن عمليات النسف صوت قوي وسحابة من الدخان ضمن إطار محصور، لكن مؤخراً باتت الانفجارات كبيرة ومزلزلة، وسحابات الدخان كثيفة وتستمر لوقت طويل حتى تتلاشى.
أما المواطن هيثم عودة، فقال إن شقيقه وابن عمه وقريباً ثالثاً لهم غامروا ووصلوا إلى بعص المناطق في حي تل السلطان برفح، رغم أن الحي يتعرض لحصار وعدوان مستمرين، وقد عادوا ونقلوا روايات مفزعة عن الدمار الهائل في الحي بسبب استخدام الحاويات المتنقلة الممتلئة بالمتفجرات.
وأكد أن الثلاثة أخبروه بأن "الملالات" المتفجّرة، تسببت بتدمير مربعات سكنية كاملة، وحفر الشوارع، وتدمير البنية التحتية، ولم يسبق أن شاهدوا مثل هذا الدمار الهائل من قبل.
وأوضح مواطنون أن جيش الاحتلال استخدم طرقاً أخرى للتدمير، خاصة في حي تل السلطان، فأي مركبة أو شاحنة تركها ملاكها في الحي، يتم ملؤها بالمتفجرات، ومن ثم تفجيرها بوساطة التحكم عن بُعد، وحتى الدبابات وناقلات الجند التي تتعرض لهجمات من المقاومين، وتتعطل يتم حشوها بالمتفجرات وتفجيرها.
وأكدوا أن الاحتلال يركّز خلال المرحلة الحالية على استخدام طرق تدمير بوساطة التحكم عن بُعد، بما يضمن سلامة الجنود، وعدم احتكاكهم بالمقاومين، فما يحدث تدمير كبير دون أن يُصاب الجنود بأذى.

 

أخبار ذات صلة

0 تعليق